قطع تصنيع البناء اليوم اشواطا بعيدة في العالم الصناعي المتقدم و في كثير من دول العالم الاخرى و جاء ذلك نظرا لحاجته الماسة لتلبية الاعداد الكبيرة في المساكن و الابنية العامة بعد الحرب العالمية الثانية .
يعرف البناء الجاهز انه نوع من المباني التي تكون من عدة عناصر او وحدات منمطة تهيئ في المصانع بصورة مسبقة و التي يتم تجميعها في الموقع . ان مصطلح ( مسبق الصنع ) هو تعبير يشير الى ان عناصر البناء الجاهز يصنع في ورشة العمل او في المصنع و بعد ذلك يتم تجميعها مع عناصر اخرى .
شهد العراق تطورا واسعا في مجال الصناعات الإنشائية خلال فترة الثمانيات و التسعينات و الالفيات نظرا لضخامة الازمة السكنية و العجز في الوحدات السكنية اصبحت الحاجة ماسة جدا الى انتاج الوحدات الجاهزة المسبقة الصنع . و ليس العراق اول من لجأ الى استعمال او ادخال هذا النوع من البناء تفاديا لتفاقم ازمة السكن ( رغم محدودية ذلك ) ، بل هنالك العديد من المدن احرزت نجاحا باهرا في هذا المضمار ، نجاحات كبيرة جدا ولم يحدث ذلك الا بعد دراسات و بحوث متتالية ، و لم تكن بداية هذا النوع من الانتاج في البلدان تختلف كثيرا عما تواجهه بلادنا في الوقت الحاضر و ربما كانت في بدايتها اصعب نسبيا لكونها تخوض تجربة جديدة من نوعها و لأول مرة في مجال البناء الجاهز . و عليه يجب الاستفادة من الخبرات المكتسبة في هذه البلدان و لتطبيق التقدم المحرز في تكنولوجيا البناء الجاهز في بلادنا يجب القيام بدراسات و اجراء البحوث اللازمة و الاستكشافات في هذا المجال ليتسنى لنا استخدام الاساليب الحديثة بما يتوافق و احتياجاتنا و مواردنا من المواد الاولية و الايدي العاملة المتوفرة و كما لا يجب ان تقتصر البحوث و الدراسات على تكنولوجيا الانتاج الجاهز فقط و انما يجب ان تشمل مجالات تصميم الوحدات السكنية المصنعة بما يتلاءم و ظروفنا المناخية و الاقتصادية و الاجتماعية ، بالإضافة الى تحقيق المظهر الفني المقبول و النوعية الجيدة . و يجدر الاشارة الى تجربة الهند التي كانت بدايتها التصنيع الجزئي لبعض الوحدات الجاهزة و بصورة تدريجية تم الوصول الى مرحلة بناء المعامل للإنتاج الكامل للوحدات الجاهزة .[ A design approach for system build1974]
لقد ادخل البناء الجاهز الى العراق منذ فترة ليست بالطويلة و باستخدام التكنولوجيا الحديثة المباشرة بدون المراحل التدريجية التي كان من المفروض البدء بها مما ادى الى ارباك في الانتاج و التنفيذ لذا ينبغي على الجهات العلمية في العراق دراسة المشاكل التي تواجهه العمليات الانتاجية و التنفيذية لعلنا نصل الى حلول ناجحة في هذا المجال لكي يسير اسلوب البناء الجاهز بصورة مضطردة و سريعة التنفيذ في خطط لتنمية في العراق و القضاء على ازمة السكن التي استفحلت بمرور الزمن .
الدراسة تبحث في احتمال تطوير البناء الجاهز الملائم في العراق من حيث طبيعة النظم البنائية و المواد الاولية و و الحاجات المحلية لإعطاء خصوصية عراقية لهذا التطور المنشود .
و تتلخص مشكلة البحث في وجود القصور المعرفي في اتجاه البناء الجاهز باعتباره نظاما بنائيا سائدا افتراضيا بحث بان هناك تأثير بين تصميم قطع البناء الجاهز و سرعة انجازها حسب مرونة تصممها و شكلها الخارجي .